العنوان غريب لكنه وقعي بالنسبة للي هنتكلم عليه في كبسولة النهاردة، الكبسولة النهاردة هتبقي جزئين طبقاً لطلب الجماهير، جزء للناس اللي مش بتحب تقراء اللي بتحب التيك اوي، وده هنسميه #الزتونة وجزء تاني بقي للناس المجتهدين واللي بيحبوا العمق والدراسة بشرح الزتونة ده بقي علشان الكل يستفيد.
#الزتونة
في كلام كتير بيتقال عن الحب، ونسمع فيه اساطير وحكاوي، لكن الحب الحقيقي نبعه واحد هو روح الله "لان المحبة انسكبت في قلوبنا بالروح القدس"، ولكن محبة من غير حكمة تبقي محبة ميته وقاتلة في نفس الوقت، علشان كده لازم اختبر المحبة اللي جوايا كويس واشوفها هل فعلاً انا احب بحكمة ولا بجنون مشاعر فاسدة نفسية؟! لانه ببساطة المحبة من غير حكمة بتبقي زي الوكالة اللي من غير بواب، اي حد ممكن يسرقها بسهولة وغالباً بتنهي بسهولة، وعلشان اقدر اخد الحكمة فانا محتاج اعلان من الحكمة عن ذاتها، مش حكمة العالم الميتة لكن حكمة يسوع حكمة السر المخفي، حكمة الحيات اللي قال عنها الرب يسوع.
#روح_البلح Vs #روح_الاعلان (مدخل لفهم الاعلان الروحي):
في مجتمع الشباب دلوقتي بقيت كلمة بلح اكتر من مجرد فاكهة لا بقيت تعبير عن كمية الرغي والحاجات اللي ملهاش لزمة، مع التشتيت والخنقة وحاجات كتير كده، فظهرت روح البلح، اللي بقيت حاجة رخمة كده بتخنقنا كلنا، الغريب بقي انها انتشرت في الكنايس كمان روح البلح ده، وطبعاً غالباً بتظهر في كنائس وخدة الدروشة عنوان، والنوع ده غالباً مش بيتكلم غير بكلام زي "ربنا قلي النهاردة"، واصلي "شوفت رؤيا بتقول" او "انا بتنبأ علي كذا" وكل ده بالتعبير الشبابي بنقول عليه "بلح" لان الغريب لو بصينا في حياة الشباب دول مش هنلقي اي مظهر من مظاهر النبوة او الاعلان الالهي في حياتهم، بل بالاكتر هنلقي عندهم تعليم غريبة كده وميعه ملهاش اي وزن روحي وكان ما يتخذوه من اعلان هو اعلان عن روح البلح :Dمش اعلان الهي.
الاعلان الالهي يتطلب "ميطانيا" ومش بس ميطانيا لا كمان بيتطلب "عامل خاص جداً من النعمة" وزي ما ذكرنا في #كبسولة (3) ان النعمة بتعمل مع النفس في علاقة "سنيرجيا" فلابد ان النفس تتفاعل مع الروح ولكن في نفس الوقت زي ما قولنا في #كبسولة (2) ان ده مش دافع للدروشة او ان النفس تنغلق علي نفسها علشان تعرف تسمع كلام الروح، لكن ببساطة ان كانت النفس دخلت في طريق "الميطانيا" وانتقلت منه الي "قبول عمل النعمة" هتلقي ان صوت الروح كمثل صوت حمامة! صوت وديع جداً وهادي جداً، بيمليء القلب باعلن من نار، يخلي النفس توصل لحالة من الاندهش من قوة الاعلان، مع العلم ان الاعلان في البداية بيبقي علي المستوي الشخصي، لان زي ما قولنا ان الروح بيقود النفس علشان تتقدس بالتمام وينقل ليها بر يسوع، لما النفس بتتقدر بتحرر من قيود الجسد، وبالتالي بتقدر تتواصل اكتر مع الروح، فتقبل في الوقت ده ما يعرف بالـ (الاعلان الالهي) وغالباً ما يكون هذا الاعلان الالهي لبنيان الكنيسة، ونافع جداً للتعليم ولا يقل قدسية عن ما اعلنه الروح القدس، لكتبة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وبكده بيوصل الروح مع النفسة لدرجة فيها يقدر يعلن للنفس عن سر الحكمة المكتومة[1] اللي اتكلم عنه القديس بولس، وبدون هذا الاعلان المبدئي عن سر الحكمة المكتومة لا يمكن للنفس البلغ الي المحبة الالهي باي شكل من الاشكال، واي محبة خارج هذا النطاق هي محبة نفسية شيطانية قاتلة تصل بالنفس الي مستوي متندي، حتي ان النفس لا تليق بها الانسانية في مثل هذه الحالة من المحبة النفسية.
موضوع الاعلان ضروري جداً في بداية اي حياة روحية، ليه بقي؟! لان ببساطة الحياة المسيحية حياة مستيكيه (سرائرية) واللي مش عارف يعني ايه مستيكية وهي كلمة مشتقة من الفعل اليوناني "μυστήριον" وينطق "مستريون" ويعني كل شيء مخفي[2]، ولما بنقول ان الحياة المسيحية هي حياة مستيكيه معناه ان الحياة المسيحية حياة مليئة بالامور الخفية التي تحتاج الي اعلان خاص لفهمها، وده يورينا اهمية الاعلان حتي ان القديس بولس بيقول: "أَنَّهُ بِإِعْلاَنٍ عَرَّفَنِي بِالسِّرِّ.."[3] وزي ما وضحنا ان في فرق بين الاعلان الشخصي والاعلان الكنسي كهبة من الروح القدس بهدف بنيان الكنيسة.
#الخلاصة الحياة المسيحية حياة سرائرية تتطلب اعلن الروح القدس، علشان نقدر نتقابل مع شخص الحكمة الرب يسوع نفسه
في العهد القديم اتقال علي اله اسرائيل في سفر اشعياء: "حَقًّا أَنْتَ إِلهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ"[4]، ده كانت نظرة العهد القديم للمسيا، انه اله ولكنه محتجب، مخفي، مليء بالاسرار زي ما قولنا "مستيكي"، وكل ده بسبب انه غير محدود، ولا محدودتيه تجعله غير مفهوم بالنسبة لينا كبشر، وكبشر استحالة نقدر نفهمه زي ما بيقول كاتب القداس الحبشي "وفكر القلب اذ يفكر عميقاً لا يقدر ان يسبق ناقلاً المرسلات أو يكون أعلي من الساهرين "الملائكة"، لا يقدر أن يعوم متخفياً أو يخرج سراً، لا يقدر ان يدخل ليراك، لا يقدر ان يحاول معرفتك أو يسعي لمعرفتك، ولو معرفة جزئية ساعة واحده أو حتي لحظة واحدة"[5].
لكن الجميل في الامر ان الرب ارسل لينا الروح القدس، روح الاعلان، علشان يرشدنا الي كل الحق، ويعلن لينا عن سر الحكمة المكتومة ده، طبعاً مش بشكل كامل، وده مش لانه مش كامل، لكن علشان مفيش شخص لوحدة هيستحمل قوة الاعلان، لكن في الحقيقة هو يعلن عن ذاته بشكل كامل عن طريق الكنيسة كلها "جسد المسيح" اللي فيها مواهب متنوعة كل وحد يعطيه الروح بقدر ما يستطيع ان يحتمل من موهبة[6].
#الخلاصة قبولنا للاعلان هو قبول للحكمة، النوع ده من الحكمة مختلف تماماً عن حكمة العالم، لانه بيجمع بين حكمة الحيات، وفي نفس الوقت بساطة الحمامة، وده امر شبه مستحيل بالنسبة للعالم، لانه لو طبقناه علي مستوي العالم هيؤدي الي النفاق، وفي نفس الوقت نحتاج اليها بشدة علشان نقدر نتعلم عن الحب الالهي، لانه بدون الحكمة زي ما قولنا الحب يصبح ميتاً!
#الحب_الالهي (مدخل بسيط جداً عن المحبة الالهية):
الحب الالهي اقوي واعظم وادق اعلان ليه هو الصليب، اللي فيه اعلنت المحبة عن نفسها وبقوة، اذ ليس حب اعظم من هذا ان يبذل احد نفسه عن احباءه، النوع ده من المحبة مش عاوزين نقول انه شبه انقرد، وللاسف هو السر الاساسي اللي بيجمع المؤمنين في الكنيسة ويربطهم مع بعض فيبقوا جسد للمسيح، فبدون هذا النوع من الحب تصير الكنيسة لا شيء، حتي وان وجدها بها مؤمنين!!!!
الحب الالهي هو طاقة من الحب البذال يسكبها الروح القدس، في قلوب كل من قبل الاعلان الالهي، وتعرف علي سر الحكمة المكتومة "الرب يسوع نفسه"، وقبل ان يبذل ذاته عن الاخرين دون ان يطلب منهم مقابل لمحبته سوي الاتحاد في الجسد ليصيروا وحداً في المسيح يسوع!
النوع ده من الحب هو الحالة الوحيدة اللي فيها ممكن نقول علي كنيسة انها كنيسة بالحق، عمر ما كان مبني الكنيسة او الخدمات الكنسية او اي شيء اخر يعتبر كنيسة الا هذه الحالة اللي كانت فيها الكنيسة مجتمعة دايماً حولين العريس "الرب يسوع"، ومش هنقدر نجتمع مع اختلاف شخصيتنا واختلاف افكرنا واختلاق ميولنا، الا اذا كان فينا هذا الحب اللي صلي المسيح من اجله وقال "ليكون فيهم هذا الحب"[7]، ان كنت بتدور علي ازي تقع فعلاً في الحب فمفيش طريق الا للوقع فيه الا من خلال الخضوع لروح الاعلان الحقيقة مش روح البلح، اللي هتقدر تعرفك علي سر الحكمة اللي بدوره هينور روحك بالمحبة الخارجة من عند الله الاب
فادي مندي
26/1/2017
هوامش:
1- راجع (1كور 2: 7)
2- Strong's Greek 3466
3- راجع (اف 3: 3)
4- راجع (إش 45: 15)
5- راجع نص القداس الحبشي
6- راجع كورينثوس الاولي 12
7- راجع يوحنا 17