من اين جأت كلمة كنيسة؟



جائت الكلمة في اليوناني بمعني "تجمع" او "مجمع" فنري في الترجمة السبعينة للعهد القديم ان الفعل العبري (קָהָל) تنطق "qahal" والذي يعني "تجمع" او "مجمع" ترجم الي (εκκλησιας) تنطق "ekklesias" ومن هنا نفهم ان الكلمة بصرف النظر عن بعدها واستخدامها التاريخي فقد أستخدمت منذ القديم للدلالة علي الكنيسة المجتمعة او الشعب المجتمع حول الله.

اما الفلظ كنيسة المتسخدم في المقابل العربي للكلمة فهو من الكلمة السريانية (ܟܢܫܐ) تنطق "Knasha" والتي تعني ايضاً "تجمع" أو "حشد من البشر".

(بيته نحن) الكنيسة جسد للمسيح وعروسة والمؤمنين كأعضاء في هذا الجسد:

الكنيسة بيت الله، ما أجمل هذا التعبير عن الكنيسة، فأن كان الكنيسة بيت الله فلابد ان يكون كل مؤمن هو كنيسة مقدسة اذ ان الله يسكن فينا بالروح القدس، معلناً لنا في الكتاب المقدس اننا بيته كما يعلم القديس بولس الرسول ويقول: [واما المسيح فكابن على بيته. وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية] (عبر 3: 6).

ويعلق ابونا القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره لرسالة العبرانيين ويقول: [يلزمنا أن نبقى نحن كبيت الله الذي سبق فخدمه موسى كنبي أمين، ويقيم فيه الابن كصاحب بيت يقدسنا بروحه القدوس، كمسكن أبدي له لا يهلك إن تمسكنا بثقة فيه ووضعناه كرجاء لنا نفتخر به.] [1]

وبذلك وضع القديس بولس الرسول المفهوم الاصيل للكنيسة وهو جماعة المؤمنين الملتفين حول الله الحاضر في وسطهم بالروح القدس كبيت لله، اذ في تجمعهم يصبحون هيكلاً للروح القدس كما وضح ايضاً حينما قال: [أما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم] (1كو 13: 16).

وبهذا ندرك ان الكنيسة ليست مجرد مبناً وليست مجرد أسماً او لفظاً ولكن الكنيسة هي كيان حي، اذ هي ايضاً جسد المسيح فيها كل مؤمن عضو في هذا الجسد ولكي نفهم معني ان الكنيسة هي جسد المسيح فلابد علينا ان ندرس وبتدقيق ما ذكر في رسالة القديس بولس الرسول الي اهل افسس الاصحاح الخامس عند الكنيسة كجسد المسيح وعليه سنذكر النص مع اراء اباء الكنيسة فيه متتبعين اثر الاباء وفكرهم عن جسد المسيح حتي يدفعنا هذا لنفهم الكنيسة ليست علي مستوي جسد المسيح فقط بل ايضاً الكنيسة كعروس للمسيح.

النص: [ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب 23 لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة. وهو مخلّص الجسد 24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء. 25 ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها 26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب 28كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه 29 فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة 30 لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه] (أف 5: 22- 30)

الهوامش:

1- تفسير رسالة العبرانيين للقمص تادرس يعقوب ملطي

رابط مختصر للمقالة: https://goo.gl/UtmBXl

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة